تساعد على خفض تكلفة زكاة الفرد إلى النصف وتساهم في تسويق 50ألف طن إضافي سنوياً
دعوة إلى إخراج زكاة الفطر تمراً بديلاً عن الأرز المرتفع
عبدالله الوابلي
الرياض - أحمد بن حمدان
دعا اقتصاديون متخصصون في مجال تسويق التمور، الرئاسة العامة للإفتاء في السعودية، إلى تشجيع المواطنين على استخراج زكاة الفطر من التمر، لما لذلك من مردود إيجابي على تسويق التمور في المملكة.
وقال هؤلاء إن هذا الأمر سيؤدي إلى تسويق 50ألف طن من التمور خلال موسم الزكاة، كما أن التمر يعد بديلا ناجحاً للأرز الذي ارتفعت أسعاره في المملكة مؤخرا، ما يساهم في خفض تكلفة زكاة الفرد الواحد بنسبة 50%.
وأوضح عبدالله بن محمد الوابلي عضو مجلس إدارة البنك الزراعي العربي السعودي، إن تشجيع الجهات المختصة في الإفتاء المواطنين على إخراج زكاة فطرهم من التمر بدلا من الأرز، سيساهم في تسويق كميات كبيرة من التمور التي تعد إحدى السلع الرئيسية التي تنتجها المملكة.
وأضاف:" إننا نقوم عند استخراج زكاة الفطر من الأرز بتشجيع إنتاج دولا مثل الباكستان والهند وغيرها من الدول المنتجة للأرز، وهم المستفيدون من تنفيذ هذه الشعيرة الإسلامية لدينا".
وطالب الوابلي مصانع تعبئة التمور السعودية بتصنيع عبوات متناسبة مع زكاة الفطر، من أجل تسهيل تنفيذ هذا الاقتراح، وتسويق نحو 50ألف طن خلال موسم الزكاة سنويا.
وزاد: "في الأعوام الأخيرة تزداد واردات المملكة من الأرز بشكل كبير في رمضان، نظرا لأنها الفترة المحددة لإخراج زكاة الفطر، حتى أنهم بدأوا يعملون عبوات خاصة بالزكاة، وأصبحت تجارة فالمحتاج يأخذ الأرز ليبيعه في منافذ أخرى، وبهذه العملية فإنه يتم تشجيع تجارة الأرز في دول آسيوية".
وأوضح مدير عام جمعية البطين الزراعية، أن ذلك يأتي في الوقت الذي فتح الدين الإسلامي المجال أمام إخراج الزكاة من التمر، الأمر الذي يزيد من عمليات تسويق التمور ويدعم إنتاج المملكة منها سنويا.
وأشار الوابلي إلى أنه زيادة أسعار الأرز في السعودية خلال الأيام الماضية فإن مقدار زكاة الفرد الواحد من الأرز التي تحسب بالصاع " 3كيلو جرام" تعادل 18ريالا، فيما لن تزيد زكاة الفرد من التمر عن 9ريالات.
من جهته قال الدكتور خالد الرويس الأكاديمي المتخصص بالمجال الزراعي في جامعة الملك سعود وعضو اللجنة الزراعية بغرفة الرياض، إن إخراج المواطنين زكاة فطرهم من التمر، يمثل ظاهرة تسويقية جيدة للتمور في المملكة.
وأضاف:" إن ذلك يعتمد أساسا على طريقة التسويق والتوزيع، مشيرا إلى أنه إذا تكلف مصنعي التمور في تعبئة وتغليف التمور بطريقة مناسبة قد يقلص ذلك من الكمية المسوقة".
وذكر الرويس أن هذا المقترح سيساعد على زيادة الطلب على التمر في فترات معينة من العام، إلا أنه من ناحية أخرى سيكون هناك اكتفاء ذاتي لدى شريحة من المستهلكين التي تصرف لها الزكاة.
وأوضح أستاذ الاقتصاد الزراعي في جامعة الملك سعود، أن الأهم من ذلك هو التسويق الخارجي للتمور الذي يعد مطلبا ملحا في الوقت الحاضر.
وعلى الصعيد نفسه فإن ارتفاع أسعار الأرز في الفترة الأخيرة والتي من المرشح أن تستمر في التصاعد خلال الفترة المقبلة، قد يجعل من التمر بديلا ناجحا في آداء المواطنين لزكاة الفطر، نظرا لانخفاض تكلفته مقارنة بالأرز.
يذكر أن المملكة تنتج نحو مليون طن من التمور سنويا، يتم تصدير 40ألف طن منها إلى الخارج، بينما تزيد مبيعات التمور في السوق المحلي على تسعة مليارات ريال سنويا.